الصفحة الرئيسيه > رسالة الرئيس
أظهرت تركيا كفاءة عالية في مجالات عديدة منها العلاقات الخارجية , والاقتصاد والفن والعلوم الاجتماعية, وأصبحت بقراراتها المؤثرة وخطواتها الصائبة مثالاً تحتذي به الدول الأخرى في مجالات التنمية. آمنت تركيا بأن السلام والرخاء والرفاهية يمكن تحقيقهم بواسطة تنمية شاملة متعددة الأوجه. لذا قامت بتنسيق العديد من المشاريع على الصعيدين الإقليمي والعالمي مستغلة ما تتمتع به من بنية سياسية وإجتماعية وفنية. كما قامت بمشاركة خبراتها ومعرفتها من أجل عالم صالح للحياة. نجحت تركيا من خلال السياسات التي اتبعتها على مدار السنوات العشرة الأخيرة في جمع دول العالم حول عدة قواسم مشتركة من أجل مستقبل أفضل كما بدأت عهداً جديداً في تاريخ التنمية بجهودها التعاونية. استطاعت المؤسسات التركية أن تتطور نفسها أكثر يوماً بعد يوم بصورة مستمرة ومتسارعة من أجل تحقيق ونشر التغيير على المستوى التنموي والتعاوني بالوازي مع تطوير العلاقات الإجتماعية والسياسية والاقتصادية. كما لم تهمل التغيرات والتحولات الجارية. واستطاعت تلك الدول التي تمثل تركيا بأنشطتها في الساحة الدولية أن تحدث صدى واسع على المستوى العالمي.
أصبحت رئاسة الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) هي وجه تركيا أمام العالم منذ تأسيسها عام 1992 وحتى الآن، وقامت بتنفيذ العديد من المشاريع العالمية استطاعت بها أن تحظى بثقة واحترام الرأي العام الدولي. واكبت "تيكا" النمو الذي حققته تركيا خاصة بعد عام 2002, واستطاعت أن تنمي أنشطتها التي كانت تديرها عبر مكاتب تمثيل لها بـ 12 دولة, واليوم يمثل (تيكا) 62 مكتباً للتنسيق، ومكتب إتصال، بالإضافة الى مكتب تمثيل باحدى السفارات وذلك في 60 دولة حول العالم والتي من خلالها تقوم بتقديم المساعدات باسم الدولة التركية.
قامت تيكا بتنفيذ الكثير من المشاريع في أكثر من 150 دولة حول العالم. وقدمت الدعم في العديد من المشاريع في دول كثيرة في شتى أرجاء العالم من منغوليا الى كوسوفا, ومن السنغال الى أفغانستان, ومن أوكرانيا الى مدغشقر. تضاعفت نسبة المساعدات التي قدمتها "تيكا" في إطار المساعدات الخارجية التركية منذ 2002 الى اليوم الى 300%. كما ازدادت أيضاً ميزانية المساعدات الخارجية بشكل مستمر فوصلت من 85 مليون دولار عام 2002 الى 8 مليارات و120 مليون دولارفي عام 2017* (يضاف إليها المساعدات المقدمة من مؤسسات المجتمع المدني). تعمل "تيكا" بمفهوم الشراكة التعاونية، ومشاركة الخبرات التركية في التنمية مع الدول الأخرى. يعتمد هذا المفهوم على فكر التعاون المستدام متعدد الأبعاد. ودائماً ما تتم المشاريع التعاونية لتيكا بنسبة نجاح 100% نتيجة لحسن توزيع الأدوار وتوضيف العناصر المناسبة في الأماكن المناسبة.تساعد التطبيقات والسياسات التي تنتهجها تركيا في مجال التنمية، الدول المعنية في تحقيق خططها الإستراتيجية. تتحرك مؤسستنا في المشاريع التي تنفذها من منطلق مفهومين متوازيين ومتآزرين هما العمل, ووجهة النظر التفاعلية. تشكل أولى ركائز هذا المفهوم الشراكة التعاونية والتي تمثل أساس المساعدات التنموية. يتم أولاً تحديد الاحتياجات الأساسية للدول التي التي يتم مساعدتها أو تقرر تقديم المساعدة لها, ثم يتم إعداد إستراتيجيات وأهداف تنموية طويلة الأجل. تُعطى الأولوية لاستمرار العمل بصبر واستقرار بدلاً من التركيز على الحلول المؤقتة. في إطار الأهداف طويلة الأجل تُجرى الأبحاث والتحليلات من أجل تطوير البنية التحتية الفنية وتنشيط الموارد البشرية والاستفادة منها, بهدف تحقيق استراتيجية تنموية مستدامة.
والهدف ذوالأولوية القصوى يكون نقل تركيا لخبراتها في مجال التنمية بشكل سليم ممنهج يراعي الظروف المحلية للدول التي تتم مساعدتها. أما الركيزة الثانية لمفهوم العمل فهي المشروعات التي تقدم مقترحات حلول عاجلة قصيرة الأجل، والتي تدعم الاستراتيجيات طويلة الأجل التي تم تحديدها في ضوء الأهداف التنموية. وأولوية تلك المشروعات هي تغطية الاحتياجات الأساسية. كما يتم تحديد خسائر الكوارث الطبيعية أو خسائر الأزمات الاقتصادية بالدول المعنية مع مراعاة الظروف الخاصة بتلك الدول، ثم يتم تحديد خطة عمل لتغطية الاحتياجات الاساسية أولاً بعدها يتم الانتقال لمرحلة التطبيق. من الخطأ رؤية ما تقوم به تيكا على أنه مجرد خدمات دعم فني فقط. وقد استطاعت تيكا أن تحظى بالاحترام والتقدير الذان تستحقهما بين مؤسسات التنمية في الدول التي تساعدها وفي جميع أنحاء العالم بهدفها "عالم صالح للحياة" الذي سعت لتحقيقه وبتبنيها منهجاً يهتم بالإنسان في المقام الأول. ستواصل تيكا أعمالها في العهد الجديد بكل أرجاء العالم دون أي تفريق على أساس الدين أو العرق أو اللغة، كما ستواصل تقديم مساعداتها لشعوب الدول النامية بمشروعاتها التي ستطبقها والتي تعكس مدى حب الشعب التركي لعمل الخير. وستواصل القيام بمهمتها في أن تصبح منصة لتجميع دول ومناطق مختلفة حول قواسم مشتركة لتحقيق السلام والرخاء والرفاهية.
أتمنى أن تواصل تيكا تنفيذ أعمالها ومشروعاتها التي تمثل استمراراً لمنهج تركيا في المساعدات التنموية، وأن تواصل تقديم مساعداتها لملايين البشر في كل أنحاء العالم. كما أتمنى أن تظل في المستقبل كما هي اليوم مصدر إلهام لكل الأعمال التي تتركز بالإنسان في المقام الأول.